المشاركات الشائعة

الاثنين، 14 فبراير 2011


عبد الله وهند
عبد الله بن العجلان وهند، كلاهما من قضاعة. وقصتهما أقرب مأساة جاهلية إلى مأساة قيس بن ذريح ولبنى، وأشدها شبهً بها رأى عبد الله هنداً على بعض المياه فأحبها، ثم مضى إلى أبيها فخطبها، وتحقق له أمله فتزوجها وعاش معها بضع سنين كأسعد ما يكون حبيبان ربط بينهما رباط الزوجية. ولكن القدر أبى عليهما السعادة التى ينعمان بها، فقد كانت هند عاقرًا، وكان عبد الله وحيد أبويه، وكان أبوه سيدًا من سادات قومه المعدودين، ومن أكثرهم مالاً وأوسعهم ثراء، فطلب إليه أن يطلقها ويتزوج غيرها عسى أن ينجب منها من يحفظ على الأسرة مالها وكيانها . وأبى عبد الله، وتحرجت الأمور بينه وبين أبيه الذى أقسم أن لا يكلمه حتى يطلقها. وتمسك عبد الله بزوجته الحبيبة، ولكن أباه جمع عليه أعمامه وأبناء أعمامه، وما زالوا به حتى ضعف أمامهم فانفصل عنها. وما أن نفذ السهم حتى أسف عليها، وندم على فراقها، واشتد حزنه وجزعه من أجلها . ثم تزوجت هند فى بنى نمير، فضاقت السبل فى وجه عبد الله، وانهارت أعصابه، وداهمت جسده العلل والأدواء . وعرض عليه أهله فتيات الحى لعل إحداهن تعجبه فتنسيه صاحبته الأولى، ولكنه رفض الزواج . وقضى عبد الله بعد ذلك حياته يبكى حبه القديم، وفردوسه المفقود، وسعادته الضائعة، حتى مات حزنا عليها، وأسفا على أمل كان بين يديه ثم فرط فيه فضاع منه إلى الأبد                من قصص الف ليلة وليلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق