المشاركات الشائعة

السبت، 16 أبريل 2011


{
الإبداع الحر}
غابة الأحلام
{
تأليف هبه البسيقي}
جلس وليد في الحديقة بعد أن أنهى فروضه المدرسية يقرأ قصة جميلة كان قد استعارها من مكتبة المدرسة كي يكتب موضوعاً في
الإنشاء عن الغابات كان من المفروض أن يسلمه في اليوم التالي . فتح وليد الكتاب وأسند ظهره على جذع الشجرة وأخذ يقلب أوراق الكتاب , وبينما هو مستغرق بالقراءة حطت , عصفورتان على الشجرة التي يجلس تحتها وليد , وأخذتا تغردان بفرح . راقبهما وليد وهما تقومان ببناء العش . وبعد أن انتهتا , كان الغروب قد أوشك . شعر وليد بالإرهاق , فقرر أن يدخل إلى المنزل . ولكن أين المنزل ? لقد اختفى
! تلفت وليد حوله فلم يجد المنزل . جرى وليد هنا وهناك يبحث عن المنزل , ولكن كانت حوله الأشجار من كل ناحية . خاف وليد كثيراً مما يحدث وفجأة سمع أصوات كثيرة تملأ المكان . تنصت وليد جيداً وتتبع الصوت , فوجد نفسه يسير في طريق يطل من آخره شعاع من النور . اقترب وليد بحذر شديد , فوجد ثلاثة من الصيادين يتجادلون . وعندما هم وليد لينادي عليهم ويعرفهم بوجوده ليساعدوه , رأى معهم بنادق . فخاف أن يأذوه . وكان بجانبهم بعض من الغزلان المقتولة . قال أحدهم : سنجني الكثير من المال عندما نبيع هذه الغزلان , ولكن علينا أن نزيد من عدد الأفخاخ لاصطياد أكبر عدد ممكن من الغزلان . لكن الرجل لم يكمل كلامه بسبب صراخ صدر من قرد صغير محبوس في شبكة يحاول الفرار من أسر الشبكة المحيطة به ولكن دون جدوى . حزن وليد من أجل القرد الصغير , وقال لنفسه : إنه يريد العودة إلى أمه ومنزله مثلي , سوف أساعده . انتظر وليد حتى نام الصيادون الثلاثة , وتسلل ببطء نحو القرد الصغير . صرخ القرد خوفاً من وليد , فأستيقظ أحد الصيادين ونظر باتجاه القرد , فوجد وليد واقفاً يرتجف . فاتجه ناحية وليد , والشر يطل من عينيه . رفع وليد الشبكة بسرعة , ففر القرد وأسرع هارباً
احتار وليد هل يبقى مكانه أم يجري هارباً ? ولكن كيف يهرب من رصاص البندقية التي يصوبها الرجل نحوه
? أمسك الصياد بوليد , وأيقظ الرجلين الآخرين . سألوا وليد في صوت واحد : ماذا تفعل هنا ? ومن أرسلك ? وماذا نفعل بك الآن ? . ظل الثلاثة يطرحون عليه الأسئلة دون أن يعطوه الفرصة للرد , فصرخوا فيه : لماذا لا ترد ? هيا أجب . رد وليد وقال : إني تائه ولا أعرف طريق العودة إلى المنزل . لم يصدقوه , وظنوا أنه ابن حارس الغابة سلمان . وحبسوه في الشبكة التي كانوا يحبسون فيها القرد الصغير من قبل . وذهبوا للنوم مرة أخرى , على أن يقرروا ماذا يفعلون به في صباح اليوم التالي . وبعد فترة من الوقت , سمع وليد صوت الأشجار تهتز فوقه . فنظر لأعلى , وإذا بالقرد الصغير قد عاد ومعه مجموعة من القرود تتسلل بحذر شديد . أخذت القرود تقترب من الصيادين , وتسحب البنادق من أيديهم وترمي عليهم بالشبك . أراد القرد أن ينقذ وليداً ويرد له الجميل الذي فعله به من قبل . تسلقت القرود الأشجار مرة أخرى راجعة من حيث أتت , لكن القرد الصغير ظل واقفاً , ثم مشى أمام وليد على بُعد منه , ثم عاد إليه مرة أخرى وكأنه يحثه على السير خلفه . فهم وليد الإشارة , وسار خلف القرد الصغير . وبينما هم سائرين , نظر وليد فوجد كثيراً من الأشجار قد قطعت , وبين الحين والحين يجد آثاراً لهياكل عظمية لحيوانات و طيور مقتولة . ثم وصلوا إلي منزل لم يكن منزل وليد , ولكن منزل حارس الغابة . وفي داخل المنزل قابل حارس الغابة سلمان الذي رحب به , وسمع منه حكايته . ثم قال له : اطمئن يا وليد سأعيدك إلى المنزل قبل الصباح . سأل وليد حارس الغابة : لماذا قُطعت هذه الأشجار ? وأين ذهبت كل الحيوانات التي تعيش في الغابة ? وما حكاية الحيوانات المقتولة التي رأيتها ? رد حارس الغابة على وليد قائلاً : قام كثير من قاطعي الخشب بقطع أشجار الغابة سعياً وراء المال دون النظر إلى أن هذه الأشجار هي مسكن ومأوى للحيوانات فهربت من رصاص الصيادين ورصاص قاطعي الخشب الذين كانوا يستخدمونه , بسبب أو بدون سبب , صغيرة كانت أو كبيرة دون أي اعتبار . لقد قام الإنسان بتخريب كل شئ في الغابة قضي على النباتات والحيوانات بسبب طمعه وحبه للمال دون أن ينظر إلى اختلال توازن الطبيعة الذي تقوم به الغابة . وبذلك تنقرض حيوانات ويزيد عدد حيوانات أخرى يمكن أن تكون ضرراً على الحيوانات الأخرى وعلى الإنسان نفسه . ثم قال له : هيا بنا يا وليد كي أدلك على طريق العودة إلى منزلك . وبعد مسافة قصيرة , أشار حارس الغابة إلى منزل وليد , ثم ودعه وربت على كتفه . هنا , انتبه وليد وفتح عينيه على يد والده وهو يوقظه . نظر وليد من حوله فوجد نفسه مازال جالساً تحت الشجرة وفي يده قصة غابة الأحلام . كتب وليد الموضوع كما رآه في المنام , وفي نهاية موضوعه تساءل : ترى هل لازالت هناك غابات أم تعرضت للفناء ? وفي اليوم التالي حصل وليد على الدرجات النهائية في موضوع الإنشاء
ملحوظة
: الصور المرفقة بالقصة للتوضيح فقط ولا تمثل شخصية القصة
الأحد 6 فبراير 2011------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ أول موقع متخصص في القصة العربية والمترجمة للأطفال والشباب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق